مخلوط متجانس
تصنّف المخاليط إلى متجانسة وغير متجانسة، وأنا مجرد مخلوط متجانس خفيف . أنا وعاء زجاجي كبير، تخلط فيه المحاليل، سواء كانت محاليل غاضبة،سعيدة، حزينة، بألوانها المختلفة وسماكتها، تمتزج كلها فيّ، إلى أن تتجانس . أحيانًا يكون تجانسها سريعًا بحيث تخلط كلها بعصا التحريك لدورة أو دورتين، وأحيانًا يستغرق مزجها أيامًا، لكنها في النهاية هي أنا، وهي ما تكونني، سواء اخترت أنا أن أضيفها إلى مخلوطي أو هي اختارت القدوم إلي . تنسكب مشاعر الناس علي انسكابًا، لا أستطيع إيقافه، تغريدات، مقاطع، أحاديث، تعابير، وحتى النظرات، كلها لا تمر أمامي مرورًا عابرًا،وإنما تلمسني، تمتزج فيني، وتصبح أنا . مع تقلبات مزاجي الكثيرة بسبب ما أراه وأسمعه، اخترت الهروب بكل ما تعنيه الكلمة، أهرب في كل مرة أشعر بأنني سأتأثر بما يجري حولي وأمامي، أحمي مخلوطي من سوائل غليظة صعبة الاندماج،