قطعة أخيرة
يوم صيفي حار، تتذمر والدتي من الطبخ المستمر، كل يوم، نفس الهم، ما هو العشاء؟ في كل ليلة تجلس والدتي وحيدة، تفكر، وتفكر، وتفكر في العشاء، ينتهي بها الأمر بطبخ ما تطبخه كل يوم . لكن اليوم استثناء، استجاب قائد القوات المسلحة والدي لنداءاتها المتواصلة المستغيثة، وطلب البيتزا . نجلس نحن الأربعة على الأرض، أنا أمام أخي الذي يصغرني بعشرة سنوات، وعن يميني والدي، وعن شمالي والدتي، ابتلع ريقي ريثما يأتي أمر فتح الصناديق الكرتونية المربعة . تنظر والدتي لي، وهذا ما يعني أن أقوم بفتحها أنا، لكنني أمرر النظرة لأخي، ويحدجني هو بعينيه ويعيدها لي، انظر لوالدتي معيدًا نظرتها إليها، تقلب عينها مع تنهيدة واطئة، تضع يديها أمامها، مشيرة إلى قلة الحيلة، وتنتظر والدي بأن يرفع عينه عن هاتفه ويصدر أمر البدء . صدر أمر البدء أخيرًا، لا يوجد أي صوت سوى صوت الأصابع